راجع دروس الجغرافيا بذكاء : الدرس 4 : روسيا ورهانات التحول تحديث 2019

مقدمة

شهدت روسيا مند فترة الثمانينات تحولات عميقة و ذلك بالانتقال من النظام الاشتراكي إلى النظام الليبرالي فماهي مظاهر هذا التحول ؟

و ماانعكاساته ؟و ما مقومات و خصائص الاقتصاد الروسي خلال مرحلة التحول ؟

1 - مظاهر التحول الاقتصادي بروسيا من النظام الاشتراكي إلى اقتصاد السوق:

الفلاحة:

vتشغل الفلاحة فقط 9.5% من السكان النشيطون

v شهد تطور الإنتاج الفلاحي الروسي تراجعا ملموسا خلال مرحلة التحول من :

ü النظام الاشتراكي ( الاقتصاد الموجه ) الذي يقوم على تأميم الأراضي ( الكولخوزات والسوفخوزات ) إلى :

ü نظام ليبيرالي ( اقتصاد السوق) الذي يقوم على خوصصة الأراضي الفلاحية وتشجيع الملكية الفردية وإنشاء مقاولات فلاحية

vبدأ الإنتاج الزراعي ( الحبوب ، الشمندر ..) يعرف نوعا من التطور بعد التحول بالرغم من بعض الاكراهات الطبيعية المتمثلة في تركز النشاط الفلاحي في غرب وجنوب غرب روسيا بسبب قساوة المناخ بمعظم مناطق روسيا.

الصناعة:

vتشغل الصناعة الروسية 30,5 % من السكان النشيطين ,

vشهد الانتاج الصناعي ( المعادن ومصادر الطاقة ) تراجعا ملموسا خلال مرحلة التحول الروسي من:

ü الاشتراكية التي تقوم على التخطيط المركزي وتاميم المناجم والمعامل والاهتمام بالصناعات الأساسية والعسكرية ، إلى

ü نظام ليبيرالي الذي يعتمد على خوصصة المؤسسات الصناعية وتشجيع الاستثمار الأجنبي والاهتمام بالصناعات الاستهلاكية .

vتتميز الصناعة الروسية بالتنوع( فهناك الصناعات الخفيفة ، الصلب والصناعات الكيماوية والطاقة النووية والكهربائية..) وتتركز معظم هذه الصناعات بالجنوب والغرب نظرا لارتباطها بمناطق استخراج الموارد الباطنية (المعادن ومصار الطاقة)

التجارة:

vتشغل التجارة الروسية 60% من السكان النشيطين .

vعرف قطاع التجارة ازدهارا ملحوظا بعد تحول روسيا من :

ü الاشتراكية التي تقوم على تأميم المؤسسات التجارية ومراقبة الدولة للتجارة داخليا وخارجيا ، إلى :

ü نظام ليبيرالي القائم على تحرير القطاع التجاري ( انشاء مؤسسات تجارية خاصة ) والانفتاح على الخارج ( حرية المبادلات التجارية ) .

vتهيمن روسا على نسبة مهمة من المعادن ومصادر الطاقة (73.5 %) على مستوى الصادرات في حين تشكل المنتجات المصنعة والتجهيزية أهم وارداتها بنسبة 79% ,

vيعرف الميزان التجاري الروسي نشاطا واضحا بفضل غلبة قيمة صادراتها على قيمة وارداتها

2 - عوامل التحول الاقتصادي بروسيا من الاشتراكية إلى اقتصاد السوق

العوامل الطبيعية:

vيغلب على تضاريس روسيا طابع الانبساط والمتمثل في السهول الغنية بتربة التشرنوزيزم التي تقع غربا ( السهل الروسي وسيبيريا الغربية والتي تتخللها مستنقعات) والهضاب الواقعة شرق نهر اينيسي ( سيبيريا الوسطى) وما تبقى عبارة عن جبال قديمة( الاورال) وجبال حديثة بالشرق،

v الظروف الطبيعية (المناخية) لروسيا قاسية لكون المناخ القاري البارد يسود معظم أراضيها حيث تقل الحرارة عن الصفر في معظم فترات السنة بسبب امتدادها على النطاق البارد القطبي ، وهذا من شأنه إضعاف الفلاحة.

v لذلك اضطرت روسيا إلى نهج اقتصاد السوق لتنفتح على الخارج للتخفيف من العجز الفلاحي بخلق مناصب شغل جديدة في الصناعة والتجارة.

العوامل البشرية:

vتتميز روسيا بارتفاع عدد السكان الذي تغلب عليه الفئة الشابة ( 72%).

v رغم ذلك فروسيا تعرف انخفاضا في معدل التزايد الطبيعي نظرا لارتفاع نسبة الوفيات في مقابل انخفاض نسبة الولادات، وهذا راجع الى انخفاض معدل الخصوبة وأمل الحياة بسبب العزوف عن الزواج والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة والتي تسببت في ارتفاع الهجرة نحو الخارج وتراجع المستوى الصحي وانتشار الأمراض.

v لكل هذا اضطرت روسيا الى الانفتاح على الخارج لتجاوز المشاكل الاجتماعية والديمغرافية الصعبة.

العوامل التنظيمية (السياسية):

بعدما أصبح الاتحاد السوفياتي يتخبط في عدة مشاكل اقتصادية واجتماعية ، حاول وضع سياسة جديدة لمواجهتها عن طريق:

v القيام بعدة إصلاحات خاصة في مرحلة البيريسترويكا ( إعادة الهيكلة ) في عهد الرئيس ميخائيل غورباتشوف والذي نهج خلالها سياسة الكلاسنوست ( الشفافية).

vإلا أن هذه الإصلاحات باءت بالفشل مما أدى إلى تفكك الاتحاد السوفياتي إلى عدة دول سميت برابطة الدول المستقلة ( 12 دولة) من بينها روسيا التي أصبحت سنة 1991 بلدا مستقلا ورثت 76% من مساحة الاتحاد السوفياتي، وأمام فشل التجربة الاشتراكية قامت روسيا بإصلاحات جذرية بعد استقلالها لتنهج مذهب الليبيرالية.

3 - رافق التحول الاقتصادي بروسيا عدة مشاكل وصعوبات :

المشاكل الاقصتادية:

تمخض عن التحول الاقتصادي بروسيا : تبعية هذه الأخيرة للبلدان المجاورة في الميدان الصناعي ( المنتوجات المصنعة والتجهيزية وبعض المعادن كالكروم والمنغنيز)

المشاكل الاجتماعية:

انتشار البطالة(12%) وتراجع رتبة البلاد فيما يخص مؤشر التنمية البشرية (56)، وانتشار الفقر ( 28% تحت عتبة الفقر) كما تزايد التفاوت الطبقي والتسول والجريمة المنظمة وتجارة الرصيف...

المشاكل البيئية:

تراجع الغطاء النباتي وتدهور الأرض والتربة الزراعية إضافة إلى قساوة المناخ وتجمد التربة وانتشار ظاهرة الوحل ( الراسبوتيتزا) كما ينتشر التلوث ومخلفات الصناعات الكيماوية ...ويرجع ذلك الى سرعة حركة التصنيع.

خاتمة :

مرور أكثر من عقد على التحول في روسيا (اقتصاد السوق) فما زال اقتصادها يتسم بالضعف و عدم الاستقرار رغم الموارد الطبيعية التي تزخر بها ، و التي تعتبر اكبر دولة من حيث الامتداد الجغرافي.