راجع دروس التاريخ بذكاء : الدرس 4 : المغرب : الكفاح من أجل الاستقلال واتمام الوحدة الترابية تحديث 2019

راجع دروس التاريخ بذكاء : الدرس 4 : المغرب : الكفاح من أجل الاستقلال واتمام الوحدة الترابية

مقدمة:

منذ احتلال المغرب وتوقيع معاهدة الحماية سنة 1912 ، خاض المغاربة كفاحا طويلا ( مسلح وسياسي) تحقق بفضله الاستقلال سنة 1956. فما أشكال الكفاح أو المقاومة من أجل الاستقلال ؟ وما مراحل إتمام الوحدة الترابية ؟

I. مرحلة المقاومة المسلحة ( 1912-1934) ضد فرنسا واسبانيا

لقد تعرض المغرب للاحتلال الأجنبي منذ سنة 1907 ، لكن معاهدة الحماية التي وقعت بفاس في 30 مارس 1912 مكنت فرنسا واسبانيا من تقسيم المغرب الى منطقة فرنسية ومنطقة اسبانية وطنجة كمنطقة دولية، وبذلك واجه المغاربة هذا الاحتلال بالمقاومة المسلحة في معظم المناطق المغربية كما يبين الجدول التالي:

القائد	إسم المعركة	مكان وقوعها	سنة وقوعها	نتيجتها
أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين	سيدي بوعثمان	جنوب المغرب	1912	الهزيمة أمام القوات الفرنسية
موحا اوحمو الزياني	الهري	الاطلس المتوسط	1914	انتصار على القوات الفرنسية
محمد بن عبد الكريم الخطابي	أنوال	الريف	1921	الانتصار على القوات الاسبانية
عسو أ وبسلام	بوغافر	الاطلس الصغير	1933	استسلام أمام القوات الفرنسية

لقد فشلت المقاومة المسلحة في تحقيق الاستقلال بسبب تباين الأسلحة ومساعدة العملاء للمستعمر.

II. مرحلة المقاومة السياسية ( 1934-1953) وأبرز تطورات الحركة الوطنية:

1. تطور الحركة الوطنية من المطالبة بالاصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال

Ø المطالبة بالإصلاحات(1934-1944) : حيث قدمت الحركة الوطنية سنة 1934 برنامج إصلاحات وطنية بزعامة حزب كتلة العمل الوطني سمي ب" برنامج الإصلاحات المغربية " استهدف عدة مجالات :

ü اصلاحاحات إدارية : أهمها : احترام نظام الحماية بإلغاء الإدارة المباشرة والحفاظ على الوحدة الترابية والقضائية للبلاد إضافة الى اشراك المغاربة في تسيير البلاد.

ü إصلاحات اجتماعية : إنشاء المدارس والمؤسسات الخاصة لتعليم الأميين من الجنود والمساجين وانشاء المستشفيات

ü إصلاحات اقتصادية ومالية: بوقف مصادرة الأراضي والمناجم ومنابع المياه المعدنية من طرف المستعمر والمساواة في الضرائب بين المغاربة والأجانب.

لقد باءت هذه المرحلة بالفشل لكون سلطات الحماية لم تستجب لمطالب الوطنيين وردت عليهم بالعنف.

Ø المطالبة بالاستقلال(1944-1953) : لقد بادرت الحركة الوطنية بزعامة حزب الاستقلال إلى تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال لسلطات الحماية في يوم 11 يناير 1944.

لقد كان رد فعل سلطات الحماية تجاه المطالبة بالاستقلال هو الرفض والقمع واعتقال الزعماء الوطنيين وتنفيذ أحكام الإعدام في بعضهم

2. أسباب ظهور الحركة الوطنية وعوامل تحولها من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال:

Ü أسباب الظهور: تمثلت في فشل المقاومة المسلحة في تحقيق الاستقلال وظهور الطبقة الشابة المثقفة بالمدن ، ليتم بعد ذلك إصدار الظهير البربري سنة 1930 كما تم إلحاق المغرب بوزارة المستعمرات سنة 1934.

Ü عوامل التحول : تمثلت فيما يلي :

العوامل الداخلية	العوامل الخارجية
تجاهل سلطات الحماية لمطالب الإصلاحات استمرارها في استنزاف خيرات البلاد. *زيارة السلطان محمد الخامس لطنجة ابريل 1947 والتي ساند فيها مطالب الشعب المغربي	قيام الحرب العالمية 2 وانهزام فرسنا أمام ألمانيا. صدور ميثاق الأطلسي الذي ينص على حق الشعوب في تقرير مصيرها عقد مؤتمر أنفا الذي أكد فيه محمد الخامس المطالبة بالاستقلال

Ü أشكال وآليات العمل الوطني: تجلت فيما يلي : إصدار الصحف (صحيفة عمل الشعب) والمجلات مثل مجلة المغرب وتأسيس الأحزاب السياسية مثل حزب الاستقلال وحزب الإصلاح الوطني إضافة إلى العمل الجمعوي ( بتنظيم أنشطة ثقافية رياضية وكشفيات للتوعية) كما تنظيم مظاهرات ومقاطعة البضائع الفرنسية وتمت الدعوة للاحتفال لأول مرة بعيد العرش 1933.

III. مرحلة المقاومة (المسلحة +السياسية) ( 1953-1956) : ثورة الملك والشعب وتحقيق الاستقلال:

1. ثورة الملك والشعب :حيث اندلعت ثورة عارمة في كل البلاد تجلت في اللجوء الى العمل المسلح في إطار الحركات الفدائية وجيش التحرير (كمحاولة علال بن عبد الله اغتيال بن عرفة سنة 1953)، كما اتخذت الثورة شكلا سلميا( مظاهرات) لذلك اضطرت سلطات الحماية أمام هذه الضغوط إلى الخضوع لمطالب المقاومة (التعجيل بعودة الملك محمد الخامس من المنفى في 16 نونبر 1955 + إلغاء الحماية في 2 مارس 1956) وقد شكل نفي السلطان محمد الخامس في 20غشت 1953 إلى جزيرة كورسيييكا ومدغشقر سببا رئيسيا في اندلاع ثورة الملك والشعب التي أفضت إلى تحقيق الاستقلال.

2. مراحل استكمال الوحدة الترابية:رغم عودة اللك محمد الخامس من المنفى في 16 نونبر 1955 واعتراف فرنسا باستقلال المغرب في 2/3/1956 وتبعتها اسبانيا في 7 ابريل 1956 وبعدما وضعت معاهدة سانكلود 29 أكتوبر 1957 حدا للإدارة الدولية بطنجة ، إلا أن سلطات الحماية ظلت تحتل أجزاء مهمة من المغرب ، لذلك عمل محمد الخامس ومن بعده ابنه الحسن الثاني على إتمام الوحدة الترابية عبر مراحل كما يلي :

ü عهد السلطان محمد الخامس: تم استرجاع السلطانية ( الحماية الفرنسية) والخليفية ( الحماية الاسبانية) سنة 1956 وطنجة الدولية في 29 أكتوبر 1957 وطرفاية في أبريل 1958.

عهد الملك الحسن الثاني: تم استرجاع منطقة سيدي إيفني 30 يونيو 1969 والساقية الحمراء في نونبر 1975 بعد تنظيم المسيرة الخضراء التي شارك فيها حوالي 35000 متطوع من بينهم 10 % نساء ، ثم وادي الذهب سنة 1979، في حين ما زالت مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية تحت النفوذ الاسباني إلى الآن.

خاتمة: : لقد تمكن المغرب منذ خضوعه للحماية( 44 سنة) من تحقيق الاستقلال وإتمام وحدته الترابية وذلك بفضل الجهود التي بذلها المغاربة ( ملكا وشعبا ) ليدخل بعد ذلك مرحلة جديدة هي: بناء الدولة المغربية الحديثة .