السر الثالث: حـدد هـدفك من الحــياة.
السر الثالث: حـدد هـدفك من الحــياة.
حدد هدفك : لتكن لك رؤية واضحة: ماذا تريد في هذه الحياة !.
الهدف من الحياة هو أن تحب الهدف.
نعم عزيزي القارئ لعلك تسألني : وما فائدة أن احدد هدفي في الحياة ؟ أحقا إذا حددت هدفي سأصل إلى القمة وسأنجح؟ أسئلة وأخرى توقعتها منك لأنني كنت أفكر مثلك تماما لأننا بشر ونطمح إلى تغيير حياتنا نحو الأفضل.
سأحاول أن أوضح بمعيتك هذا الأمر وأبين لك بان تحديد الهدف من الحياة ذو أهمية بالغة في تحقيق كل ما نحلم به ونتوقع الوصول إليه.
خذ معي نفسا عميقا وابتسم وتخيل معي شخصا يمسك بقوس وسهم ولكنه لا ينظر إلى الفريسة التي يريد اصطيادها ، بل يوجه سلاحه تجاهها لكن عيناه تنظران للخلف، هل تتصور معي انه يستطيع إصابة فريسته !؟، أعرف إجابتك ! لكن المؤسف هو انه عندما يطلق السهم ولا يصيب الفريسة يبدأ بالشكوى ويندب حظه، وربما يسب القوس أو الرياح أو الفريسة نفسها لأنها فرت من الموت ! أيعتبر هذا من المنطق والمعقول؟ !أقول لك هذا لأنني على يقين بأنك واقعي منطقي تفكر وتحلل الظواهر.
دعني الآن أعطيك مثالا آخر يخصك أنت والناس كلهم، بالطبع كل إنسان منا يسافر وأنت أيضا تسافر ، ركز معي على السفر ! ما هي الفكرة الأولى في نظرك التي تخطر ببالك عندما تريد السفر؟ طبعا هي: إلى أين أريد السفر؟ ما هو اسم المدينة التي ارغب في زيارتها والاستمتاع بمناظرها؟.
إذن أول خطوة للسفر هي أن تحدد الوجهة التي تريد أن تبلغ إليها ثم بعد ذلك تحدد وترسم خطة مدروسة وتجـمع لــوازم الـسفـر...، تصور معي الآن انك لم تحدد المدينة التي تريد زيارتها وخرجت من منزلك، بطبيعة الحال ستتجه إلى هناك !!! هناك: اقصد بها ذاك المكان الذي لا تعرفه ! أي مكان في العالم يعجبك أو لا يعجبك، عندها أؤكد لك بأنك ستتيه بمجرد خروجك من بيتك، وربما تتجه إلى مدينة، منتزه...لا يعجبك على الإطلاق وربما تكرهه وتكره اليوم الذي خرجت فيه من البيت.
مثال آخر : أنت الآن طالب في الجامعة ، تستيقظ كل صباح وفي تفكيرك أن تذهب إلى الجامعة، إذن الهدف هنا هو الوصول إلى الجامعة، طبعا لأنك رسمت هدفك وهو الوصول إلى الجامعة ستصل بالتأكيد إلى الجامعة، لكن العكس إذا لم يخطر ببالك فكرة انك تدرس بالجامعة وفي ذلك اليوم لديك امتحان في الجامعة، حتما لن تتمكن من اجتياز الامتحان ، لأنك عندما تخرج من بيتك ستتيه : ربما ستتجه إلى ثانوية ، مدرسة ابتدائية، أو مقهى حتى، لأنك لم تعرف مسبقا إلى أين تريد الوصول وعندها ستضيع فرصة الامتحان والذي ربما يمكن أن يكون مصير حياتك ومستقبلك، وبالتالي ستصاب بالاكتئاب والقنوط وربما تقدم على أي سلوك يكون ضد تقدمك.
أرأيت عزيزي القارئ : أهمية أن يكون لك هدف في الحياة ! يعني أن تكون على علم تام بالوجهة التي تريد الوصول إليها : سواء كانت مدرسة، أو إعدادية ، معمل مصنع، مدينة، وقس على ذلك. الحياة كذلك تماما : كما أنني رسمت هدفي لزيارة مدينة ، مصنع... نفس الشيء بالنسبة لسائر مجالات الحياة ومن هنا يجب علي أن احدد المهنة التي ارتاح أن أكون فيها مستقبلا بمعنى المهنة التي أتوقع ممارستها مستقبلا وأنا محب لها: أستاذ،
مهندس ، طبيب ، فلاح ، مؤرخ ، رجل أعمال ، ربان طائرة ...، كذلك يجب أن أتصور وضعي المادي من هنا مثلا عشر سنوات ، أين سأسكن : (هل أفضل شقة، بيت مستقل من طابقين، فيلا..) ما مواصفات الزوج(ة) التي ارغب في الزواج بها ( موظف(ة)، غير ذلك، مغربي(ة) تركي(ة)...)، ما المدينة التي ارتاح وابتغي الاستقرار بها ( على الساحل، المدن الجبلية).
يقول تعالى :" ولكل
وجهة هو موليها ".
ولذلك كان الهدف هو الكنز الحقيقي الذي ينير طريق نجاحاتنا، انه بمثابة المحرك والمحفز الأول الذي يساعدنا على العمل والاستمرار في الحياة بكل تفاؤل وابتسامة لأننا حقا نؤمن بالله وبتوفيقه جل في علاه ونتفاءل بان حلمنا وهدفنا سيتحقق بالتأكيد بالتوكل على الله ومعونة منه تعالى.
ليكن لك هدف ورؤية واضحة، كن طموحا تسعى دوما إلى المعالي ، لتكن أحلامك وأهدافك كبيرة لان لها قوة تحفيزية اكبر من الأهداف الصغيرة.
ادعوك الآن ونفسي بان تحدد أهدافا لحياتك، حدد هدفك ، رتب أولوياتك في الحياة ، ماذا تريد أولا وماذا تريد بعد ذلك؟ إن كنت لا تعمل فماذا تريد أولا ؟ بالطبع العمل يجب أن تعمل وتشغل وقتك بما يفيد، إذن هدفك الآن وفي هذه اللحظة هو أن تكون لك وظيفة حتى تعيش في استقرار وفي غنى عن الناس، لأن الوظيفة ستمكنك من اجر يومي، وكما هو معلوم فالمال عصب الحياة لا يمكن أن نستغني عنه انه المحرك لاستمرار التبادلات.
اسأل نفسك مرارا : ما طبيعة هذه الوظيفة ؟ : مهندس !!! جيد : هدف شريف أنا متأكد بأنك ستحقق هذا الهدف في القريب العاجل بتوفيق من الله، لأنني على يقين بأنك ستقرأ حروفي المتواضعة هاته وستمارسها بالفعل ، وستبحث عن حروف أخرى وكتب لتطور معرفتك ، ومهاراتك في الحياة وعندها حتما ستبلغ مرادك وسترتدي القمة وستتميز عن كل من احتقرك يوما وانقص من قيمتك ، لأنك أفضل مخلوق عند الله جل جلاله، فأنت المعجزة التي أبهرت العالم بعقلك وأخلاقك وإنجازاتك وتوكلك على خالقك سبحانه وتعالى، أنت كل شيء في هذا الكون الذي لا ينتهي ،(أتريد التخلص من الحب الحرام الذي لا تجني من ورائه سوى الألم والمعاناة ؟:جرب حب الذي خلق الحب: الحب جميل أليس كذلك ؟ فكيف بك لا تحب الذي خلقه ، إنه أولى جل في علاه بالحب من حب أي مخلوق، فلنسجد لله شكرا ونبكي ونشتكي له ما أصابنا من ضر:لأنه سيكشف ما بنا من ضر حتما، بدل أن نبكي على حبيب هرب منا بدون سبب وترك الألم، لنحب بالفعل الذي يكون دوما بقربنا ).
فالكون كله لك ، كل ما فيه في خدمتك ورهن إشارتك انظر من حولك لترى ذلك، يكفيك الآن أن تحدد ما تريد وستصل إلى ما تريد بالتوكل على الغفار الودود ومعصية الشيطان المريد الذي تفرغ لك لتعيش تعيسا وتائها في هذه الحياة وخاسرا في الآخرة ، تحيى ولكن حياة لا معنى لها ، لأنك لا تدري إلى أين تريد البلوغ؟، ولا تعرف لماذا
خلقت أصلا في هذه الحياة الدنيا؟، لكن الله عز وجل يحب لك النجاح يريدك أن تعيش حياة اسعد مما تتصور ، لأنك تستحق أن تنجح ما دمت تريد في نجاحك هذا وجه الله ورضاه.
لم ارغب أن اعقد عليك الأمور بذكر الفرق بين الرؤية والهدف والغاية والغرض...، لكن سألخص لك ذلك في اسطر معدودة حتى لا تمل من النظري.
في الواقع كثيرا ما نخلط الأمور ونقول مثلا هدفي هو أن أصبح طبيبا، لكن هذا ليس هدفا وإنما هو رؤية ، والرؤية هي ابعد نقطة تريد بلوغها وتحقيقها، أما الأهداف فما هي إلا الدرجات والخطوات التي تجتازها لبلوغ الرؤية (طبيب مثلا...)، وكل هدف يخدم الهدف الذي يليه ، وكل هدف يخدم الرؤية ويساعد ويقرب الوصول إليها، لذلك فأنت تريد أن تصبح مهندسا مثلا: نعم ممتاز ! فهذه رؤية ، لكنك لازلت تدرس بالسلك الثانوي ، إذن لتحقيق هذه الرؤية يلزمك أن تسلك خطوات وتنجح فيها وتحقق أهداف جزئية بالتدريج، فمثلا الهدف الجزئي الأول هو أن تحصل على شهادة الباكالوريا بميزة حسنة جدا، ثم بعدها تجتاز مباراة الولوج إلى المدرسة العليا للهندسة ، وهذا هدف آخر، ستنجح فيه إن شاء الله عز وجل وها أنت الآن في كلية الهندسة لقد اقترب وقت تحقيق الرؤية ، وبعد عمل متواصل ووقت معين ها أنت الآن مهندس فهنيئا لك ! . لكن هذه الرؤية ستكون ضائعة إذا لم تكن لك غاية من وراء تحقيقها، فلكي يكون هدفك مستمرا في الزمن ورؤيتك أوضح لا بد وان تكون مرتبطة بغاية ليكون نجاحك متوازنا ومستمرا في الدنيا والآخرة ، إذن فالغاية من نجاحك هي أن تبتغي وجه الله تعالى أي انه هنا الغاية تكون روحانية ، لكن إذا لم تكن غايتك من الوصول لرؤيتك (مهندس)، هي ابتغاء وجه الله تعالى، فان الرؤية عامة ستنتهي بمجرد تحقيقها ولن تذوق طعم نجاحك فيها ، أي انك لن تستمتع بنجاحك هذا إلا وقتا وجيزا لأنك نجحت ليقول الناس فلان فعل.
إضافة إلى انه يلزمنا أن نبتغي من وراء نجاحنا غرضا : بمعنى أن انجح لغرض ما ، وهذا الغرض يتضمن سبعة أركان كما جاء في إحدى كتب إبراهيم الفقي رحمه الله: بدءا : بالركن الروحاني، إلى الركن الصحي فالشخصي ثم الركن العائلي فالاجتماعي إلى الركن المهني وأخيرا الركن المادي، وأخيرا أقول لك ولنفسي ولكل من يبتغي أن يعيش سعيدا ناجحا:
ماذا تريد من هذه الحياة؟
ما هو أول حلم تريد تحقيقه وأنت في هذه اللحظات ؟
ما هو الحلم أو الهدف الثاني الذي تبغي الوصول إليه قبل أي هدف آخر؟
ما هو النور الذي تريد أن تلمسه بعد حين؟
الحياة قصيرة والوقت قصير فبادر..
يقــول الله عــز وجـل :" إن سعيكم لشـتى".سورة الليل الآية 4.
لا تكن يا أخي العزيز:
كالضائع في صحراء القلق والحيرة.
كالتائه في ظلمات البر والبحر ينظر فقط إلى سطح السفينة لا يدري هل سيصل إلى بر الأمان أم سيغرق متأسفا عليه. في حين كان يجب عليه أن ينظر إلى السماء ليهتدي بمصابيحها.
كالذي يسبح في بحر عميق وهو لا يدري قواعد السباحة حتما سيغرق.
إذن فعش لهدف كبير سامي شريف ، عظيم.
إذا أردت أهدافا صغيرة فتوقع انجازات ضئيلة
وبالتالي نجاح من نفس النوع.
لهذا "لا تبدأ حتى في عيش الحياة إلا إذا وهبت نفسك لتحقيق هدف عظيم
" وليام بي بيريل.
أنا على يقين بأنك الآن على علم تام بالذي تريد تحقيقه، أنت الآن قد حددت وجهتك بالشكل الجيد أنت تسوق السيارة الآن وتعلم تماما أي مدينة تريد الوصول إليها لتستمتع مع اهلك وأحبائك.
والحياة كالسيارة في حد ذاتها إن لم توجهها بالشكل الجيد فستتيه بكل بساطة وتصبح حياتك مشوشة.
فحياتك سيارتك: إن أحسنت قيادتها وسرت على الطريق السيارة وأنت حذر من أن يصدمك الآخرون فستصل إلى وجهتك بسلام، لكن إذا أسأت قيادتها وسرت كالسكران تميل يمنة ويسرة عندها أهنئك وأنعاك في نفس الوقت لأنك ستصل حتما إلى وجهتك لكن في ثوب ابيض ملطخ بدمك، وربما مع اعز وأحب الناس إلى قلبك وتكون عندها قد خسرت حياتك بأبسط مما لم تكن تتصوره(عافاك الله وعافانا من كل بلاء ومكروه).
فأنت تعيش في سيارة فأحسن قيادة سيارتك(حياتك) وحدد الوجهة بالضبط ولتكن رؤيتك أوضح من الشمس، ولا تكن كالأنعام ، قال تعالى:" بل هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا "وحتى الأنعام تسبح لخالقها وبارئها,
إن من الناس حقا وأنت تعرفهم، أضل بكثير من الأنعام أو الحيوان، لا يعرفون بالضبط ماذا يريدون وأي وجهة يبتغون، فهم دائمو الشكوى يسلكون أي طريق توصل إلى هناك وهناك هاته ! مجهولة: نقطة في ظلمات البر والبحر، ربما ستصل إلى مثل هذه النقطة ولكن كن حذرا فستجد أشد العوائق بانتظارك لان هناك، أنت لا تريدها ولم تخطط لها وإنما فرضت عليك ، والله تعالى قد أعطانا نعمة الاختيار: أن نختار ما يلاءم طموحاتنا ومواهبنا
- فلطالما تتوجه إلى الله عز وجل باستمرار فلسوف يفتح عليك أكثر
مما تتخيل- إبراهيم الفقي. - فلطالما
غايتك من نجاحك هو ابتغاء وجه الله جل وعلا ، فاني أبشرك بسعادة اكبر مما تتخيل-.
لا تدفع ثمنا غاليا لهدف رخيص
، ولا تبخل بالثمن على هدف غال.
فانطلق الآن نحو هدفك ولا تنتظر
تشجيعا من احد فانك ستصل بإذن الله مادمت مقتنعا بفكرة هدفك فذلك يمثل القاعدة
الذهبية للانطلاق بحماس نحو الهدف.
عش بالله ولله
وابتسم للحياة.
ليست هناك تعليقات