السر الثاني: غير حياتك وجدد أيامك.
السر الثاني: غير حياتك وجدد أيامك.
يقول الله عز وجل :"إن الله
لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
التغيير ؟ !! ربما تسال عزيزي القارئ وما دور التغيير في نجاحي؟.
فرافقني في هذا السر لأوضح لك ولنفسي أهمية التغيير في الحفاظ على توازناتنا وارتقائنا ومن تم بلوغنا قمة النجاح والسعادة.
أريد أن أسالك بداية أخي أختي ، كم عمرك الآن؟ الإجابة بسيطة :12سنة،15،20،30... ،كل وعمره، ألا تلمس معي انك تتغير دون أن تشعر، وبالتالي ألا تلمس معي أهمية التغيير، لقد كنت طفلا، تصور معي انك ظللت وستظل طفلا حتى يتوفاك الله، طفولة بريئة : لا صعوبات ولا تحديات، فهل كنت ستبتغي التقدم والنجاح، والتألق. بالطبع لا، لأنك لازلت تحت مسؤولية أبواك يحمونك من كل سهم سام يريد أن يعصف ويخطف طفولتك البريئة البراقة. فهم الذراع الواقي لكل الضربات معنوية أو مادية.
فانظر وتمعن وتفكر في نعم الله تعالى :' نعمة التغيير والتقدم في السن على سبيل المثال'. فمنذ ولادتك وأنت تتغير على مستويات متعددة : العمر، النفسية، الفيزيولوجية،...فتكون رضيعا ثم تصبح طفلا ثم مراهقا ثم شابا ناضجا، فرجلا راشدا ثم شيخا عجوزا ثم يناديك القبر هذا إن عشت حتى الشيخوخة، فهل اعددنا له ما يجب من تغيير ايجابي دينيا ودنيويا .
أنا متأكد بأنك قد فهمت معنى التغيير الآن ، فالحياة كلها قد بناها الله عز وجل على سنة كونية عجيبة هي "سنة التغيير" ، فاليوم عمره 24 ساعة مقسمة إلى 5 أوقات : الفجر ، الظهر، العصر ، المغرب ثم العشاء.'(الليل والنهار)، ولكل وقت من هذه الأوقات مميزات خاصة يمتاز بها عن الأخرى.
فتخيل معي أن الله تعالى جعل علينا الليل سرمدا(أبديا) إلى يوم القيامة، فهل ستذوق طعم الحياة ونعمها، أو جعل علينا النهار سرمدا(إلى الأبد) بمعنى أن الشمس ستظل مشرقة إلى يوم الدين فهل ستتذوق طعم الراحة والسكينة والسبات: قال تعالى :" وجعلنا الليل سباتا والنهار معاشا" .
فلولا عزيزي القارئ، أنك كنت متأكدا بأنه سيأتي الليل لتسكن فيه وترتاح، لما تعبت في النهار وطلبت معاشك وقوت يومك، إذن فالتغيير يلعب دور محفز ومنبه سلوكي للإنسان حتى يجتهد ويكد في طلب رزقه وبالتالي في طلب تقدمه ونجاحاته، ألا ترى معي بأنه في كل وقت تحدث لك تغيرات : نفسية، هرمونية، وجسمية... ففي وقت الحرارة ترتفع حرارة جسمك مما يدفعك لطلب الرطوبة، والعكس ففي وقت البرد تنخفض حرارة جسمك مما يدفعك لطلب السخونة بالطبع حتى تحافظ على توازناتك بين كل مكوناتك.
نعم عزيزي وأخي الفاضل ، أختي الفاضلة: التغيير يساوي حياة جديدة بروح جديدة ، بنفس جديد وبحماس أكبر وبالتالي شعور بسعادة حقا اكبر.
بالتأكيد فالتغيير سنة كونية ، فطرية إن لم يكن هناك تغيير في حياتنا كلها تجمدت هذه الحياة وبالتالي نعش عيشة الجمادات التي صنعناها أنفسنا.
فالسنة عمرها 12 شهرا في كتاب الله، مقسمة إلى أربعة فصول: فهناك الشتاء يتبعه الربيع ثم الصيف فالخريف، ركز معي وأنا متأكد بأنك تعيش مع هذه الحروف بجوارحك وباستحضار كل النعم التي وهبنا الله إياها قال تعالى:" وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها" . تصور معي أن حياتك كلها صيفا أو كلها شتاء أو...، فأين خضرة الربيع المتلألئة في هذه الأرض الرحبة والواسعة، فما أجمل التغيير ! انه بمثابة الوقود الذي يحرك مشاعرنا تجاه التفكر والتأمل في نعم الله، انه بمثابة الوقود الذي ينير طريقنا نحو سعادة حقيقية قوامها حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحب الناس وسر ذلك هو حب التغيير وعدم الخوف من التغيير ما دام سنة كونية. قال الله تبارك وتعالى ، وهو يدعونا للتغيير لأنه سنة كونية ربانية:
أنت تتفق معي بان فطرتنا سليمة وفطرتك، بل وفي باطنك الخير كله، فأنت تحب الله تعالى وتريد أن يكون هذا الحب أقوى من أي لحظة تمر، مهما فعلت من سيئات بجهالة مادمت تتوب إلى الله عز وجل وتغير السيئة بالحسنة تمحها ، هذا كله جميل فيك فأنت تتق الله تعالى وتخاف الله في مالك وولدك وزوجك وحياتك كلها، نعم أنت محق فتقوى الله مطلوب في حياتنا، بل مفروض على كل إنسان في هذا العالم فأنت تصلي وتؤدي جميع فرائض دينك على أتم وجه، فهذا مفروض علينا جميعا، يجب أن نقوم به لله تعالى لأنه جل في علاه يستحق أن يعبد ونمرغ وجوهنا في التراب بكاء على ما صدر منا من معاصي صغيرها وكبيرها، ولأنه قد وهب لنا كل النعم وقبلها نعمة الحياة ، فتصور معي انك لم تولد أصلا فهل كنت ستنعم؟ ! عزيزي القارئ فلكي نحدث توازنا في حياتنا ونتجنب التشبه بالجمادات (وحتى الجمادات في الحقيقة تسبح لله تعالى)، يجب أن نتوكل على الله عز وجل ونغوص دون خوف في بحر التغيير وهذا مهم بعد التوكل على الله تعالى، لنغير حياتنا ونصعد القمة، ونقضي على الروتين القاتل، لنهتم بعملنا بتجديد وتغيير طريقة اهتماماتنا ، لنغير طريقة لباسنا (المشروعة)، لنغير طريقة تواصلنا مع الناس وخاصة اقرب المقربين.
فأبدا من الآن عزيزي القارئ ،(طفل وطفلة، تلميذ وتلميذة، شاب وشابة، زوج
زوجة، موظف، موظفة...)، وغير حياتك اصعد أول درجة للتغيير:
رتب مكتبك بطريقة أفضل من الأولى، اهتم بنفسك أكثر: كن أنيقا أكثر.
لا تبالي بالصعاب وادع رب الأرباب
لا تبالي بكلام الناس واعص الوسواس الخناس.
لا تستسلم لهوى النفس فستنعم بجنة الفردوس.
لا تخف من الحياة فمآلها إلى الممات.
لا تخف من التغيير فهو طريقك نحو التقدير.
فانشد التغيير أملا في الله تبلغ العلا بالله.
فالتغيير سنة الله في الكون والله إن شاء معك العون
لا تبالي بالصعاب وادع رب الأرباب
لا تبالي بكلام الناس واعص الوسواس الخناس.
لا تستسلم لهوى النفس فستنعم بجنة الفردوس.
لا تخف من الحياة فمآلها إلى الممات.
لا تخف من التغيير فهو طريقك نحو التقدير.
فانشد التغيير أملا في الله تبلغ العلا بالله.
فالتغيير سنة الله في الكون والله إن شاء معك العون
نعم عزيزي القارئ ، خذ معي فنجان من القهوة بدون سكر، أو تستطيع شربه بدون
أن تحدث فيه تغييرا في مكوناته وتضف إليه القليل من السكر، قل لي كيف أصبح مذاقه
بعدما أضفت له السكر(وسيلة التغيير)، طبعا حلو(بالصحة والعافية). بالتأكيد لم يكن
عليك من السهل أن تشربه في البداية لكن بمجرد أن أضفت له السكر أصبح من اليسير
شربه والتمتع بمذاقه الحلو.
فالحياة كذلك تماما فبدون تغيير يكون طعمها مر ، ملح
أجاج، لكن إذا أضفت لها وغصت معها في بحر التغيير عندها تصبح أحلى وأمتع من أي
لحظة مرت في حياتك، وبذلك أقول لك أخي الفاضل، أختي الفاضلة:
التغيير عسل الحياة وبه نعيش
ونسعد.
التغيير سعادة الحياة وصانعه الإنسان.
اسمح لي أسالك سؤالا : هل أنت راض بالحالة الإيمانية التي تعيشها ؟ ربما إيمانك ضعيف أليس كذلك ! هناك تهاون في الصلوات أليس كذلك ! لماذا لا تتغير وتضف قوة أكثر إلى إيمانك بالله رب العزة؟. هل أنت سعيد بالفعل أم انك تدعي السعادة؟. كن معي واقعيا ولا تهرب من الحق(لماذا تعذب القلب الذي وهبك الله إياه في سبيل غبي هارب: في سبيل حب حرام لا وجود له )؟
فابحث إذن عن السعادة فذلك هو الطريق نحو التغيير، ابحث عنها في أمك أبيك أسرتك، في كل من يهتم بك ويسمع لك ، زوجك، كن عطوفا، حنونا على الجميع، لا تكن فظا غليظ القلب ينفض من حولك الجميع. هل أنت راض بالطريقة العصبية التي تتواصل بها مع الآخرين؟ حاول أن تتواصل بشكل أفضل، يقول تعالى :" واخفض جناحك للمؤمنين" . ويقول أيضا:" ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" . هل أنت سعيد وأبوك يدخن؟ هل وهل وهل ...أسئلة كثيرة أنت تجيب عليها !
أما الآن فعليك أن تبحث في كل سلبية وكل خلل وتحاول أن تغيره وتضفي عليه تغييرا يجعله ايجابيا حلوا ، تدرج في تغيير حياتك من الأشياء البسيطة إلى الصعبة فالمعقدة، من الصغيرة الكبيرة، لتكن لك أولويات التغيير.
لا تحاول عزيزي القارئ أن تغير حياتك على حساب الآخرين، لأنك لو فعلت ذلك فستعيش حياة تعيسة شقية، بل حاول أن تجعل تغييرك يخدم سعادتك وسعادة مجتمعك وأسرتك ... والناس أجمعين وعندها ستذوق طعم التغيير بأحسن نكهة ، ما دمت تبتغي في ذلك وجه الله تعالى ، وتبغي هداه.
وفي الأخير أقول لك: غير حياتك فالموت آتك. غير حياتك تعش سعادتك.
عزيزي القارئ إن لم تأخذ مبادرة تغيير حياتك أنت بذاتك ، فهل تعتقد أن احدهم سيغيرها لك وسيهديك النجاح ! بالطبع أحمق من يعتقد ذلك.
قد يتصدق عليك الناس بالمال لكنهم لا ولن يتصدقوا
عليك بالتغيير والنجاح"
فلن يستطيع احد إسعادك إن لم تسعد نفسك بنفسك ومن أعماقك.
وتذكر دائما قول إبراهيم الفقي رحمه الله تعالى،
تذكر دائما أن:
الشتاء هو بداية الصيف.
الظلام هو بداية النور .
الأمل هو بداية النجاح.
وأنا أضيف: التغيير هو بلسم الحياة ومداوي جراحها.
فلماذا "الكــل يريد تغيير العالم من حوله ، لكن لا احد يريد تغيير
نفسه"- فلنبدأ بأنفسنا أولا.
ابتسم معنا يا أخي:
كان رجلا راكبا على حماره وكلبه يتبعه، فاستمر
في المشي حتى غابت الشمس وأظلمت السماء، فتوقف الحمار فجأة، فنزل الرجل ، وبدا
يضربه ضربا مبرحا لكن الحمار لم يتحرك ، وفجأة نظر الحمار إلى الرجل وراءه فقال له
: وماذا سيحدث إن لم أتحرك؟ ففزع الرجل وهرب وتبعه كلبه، فلما ابتعد عن الحمار،
قال الحمد لله، فأجابه الكلب : لقد أفزعنا لعنة الله عليه.
عش
بالله ولله وابتسم للحياة.
ليست هناك تعليقات