السر الخامس عشر: اصبر وانتظر الفرج فو الله انه لآت قريبا.
السر الخامس عشر: اصبر وانتظر الفرج فو الله انه لآت قريبا.
دعني أبدا لك بأجمل وأطيب وأقوى كلام ، انه كلام الخالق الذي يعلم بالسر والعلن، يقول جل في علاه: "وبشر الصابرين."
وكفى به قولا في سلم النجاح، والله عزيزي القارئ لو ظللت اكتب واختار الكلمات والتعابير والحكم والعبر وحتى لو كتبت مجلدات عن أسس ومفاتيح النجاح ، ما وفيت حق قول الله جل في علاه ، في الصبر باعتباره من أقوى أسرار النجاح في هذه الحياة ، هنا تأتيني حكمة بسيطة في الصبر تقول:' من صبر حصل على كل شيء'،إذا حاولنا معا أن نحلل ، ولن نستطيع تحليل قوله تعالى إلا بشيء يسير ، لوجدنا بان الصبر = البشرى = الخير كله =النجاح = بالتأكيد الجزاء العظيم الذي يملأ الدنيا نورا وسعادة وسرورا.
بالفعل عزيزي القارئ إذا صبرت حصلت على كل شيء ، وستحصل على كل ما كنت تتمناه، ستحقق نجاحات مبهرة لم تكن تتوقعها حتى ، ولهذا أقول لك ولنفسي :
لا تقطف الثمار حتى تنضج اصبر عليها لأنك إذا قطفتها قبل أوانها فستذوق مرها وستحزن لقطفها.
لكنك إذا قطفتها في أوانها فستستمتع بمذاقها الحلو وتسعد به.
وأقول لك لا تتعجل النجاح حتى تكتمل مراحله ويحين أوانه ويأت اجله الذي اجله الله له ، فانه :" لكل اجل كتاب"، لا تتعجل الصبح حتى يأت ، استمتع بنوم هنيء مريح واستغل أوقات فراغك في ذكر الله عز وجل . لا تتعجل الغضب حتى تستبين اليقين وتدرك الرسالة الموجهة إليك، حتى وإن كانت هذه الرسالة جارحة ، فاصبر على ظلم الناس لك ، على جرحهم لك: 'فمن الأفضل أن تعاني الظلم من أن تمارسه'.
إليك الآن هذه القصة العجيبة تحت عنوان :
' الكـــوخ المــحترق':
هبت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر فأغرقتها.. ونجا بعض الركاب.. منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة. ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه و طلب من الله المعونة والمساعدة و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم. مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب و يشرب من جدول مياه قريب و ينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل و حر النهار وذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة. و لكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها. فأخذ يصرخ: لماذا يا رب؟ حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا و أنا غريب في هذا المكان، والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه.لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى عليّ؟!!"و نام الرجل من الحزن و هو جوعان، و لكن في الصباح كانت هناك مفاجأة في انتظاره..إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه. أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه فأجابوه:
"لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ فسبحان من علم بحاله ورأى مكانه
'فعندما يحترق كوخك..اعلم يقينا بأن الله يسعى لإنقاذك اصبر فقط'.
إذا ساءت ظروفك فلا تخف، فقط ثق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء يحدث لك وأحسن الظن به..
عزيزي القارئ إذا لاقتك مصاعب فاعلم بان الله يسعى لإنقاذك ، فلا تغضب وتضجر وتقول لماذا هذا يا رب ؟، لا بل قل: قدر الله وما شاء فعل، وقل : " عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"، لان الله يفعل كل الخير وفي كل أموره حكم عظيمة لو كنت وكنا نعلمها لذهلنا لتلك الأمور التي تعترضنا وتظهر بأنها مصائب ومحن ، إنها بالتأكيد منح وأضواء يرينا الله بها طريق النور الحقيقي الذي لا ينطفئ ، يقول تعالى:
" إنما يوف الصابرون أجرهم بغير حساب ".
ابشر خيرا ستفرج قريبا، ستخرج بالتأكيد من ظلمتك.
ابتسم معنا
سأل أستاذ الرياضيات يوما احد تلامذته فقال: إذا أعطاك أبوك 10 دراهم، وأعطى لأخيك 20 درهما، فكم تساوي؟ فأجابه التلميذ: تساوي الحــرب.
فعش بالله ولله وابتسم للحياة.
ليست هناك تعليقات