أخر الموضوعات

السر الرابع عشر: كن مرنا واصنع من الليمون شرابا حلوا.

السر الرابع عشر: كن مرنا واصنع  من الليمون شرابا حلوا.
لعلك عزيزي القارئ قد تأكدت واتفقت معي بان النجاح ليس بالأمر الهين، وإلا فلن نتذوق طعمه ونستمتع بمذاقه، ولهذا فانا متأكد بأنه لك وعي تام بان طريقك إلى النجاح ستكون مليئة بالعقبات والمفاجأة والعراقيل التي ستلتقيك في طريق نجاحك، ربما سيمتحنك الله بها لتصير أقوى وأقوى ، وربما سيزرعها لك الحاسدون والأعداء وربما من اقرب الناس إليك من سيحاول أن يحبطك ويثبط من عزيمتك ربما أبوك وأمك وعائلتك كلها..، كن متأكدا إن لم تكن لك مرونة كافية للتعامل مع هذه المفاجأة فستحبط وتتخلى عن تحقيق هدفك بكل بساطة ، وان لم تصنع من الليمون الحامض المر عصيرا حلوا وتحول الرسائل السلبية إلى طاقات ايجابية مشرقة ، والمعاناة إلى رغبة ايجابية في التغيير، لأنك أنت قائد نفسك وأنت من يريد النجاح وليس الآخر ، فانك ستتيه وتنحرف عن أجمل طريق كنت تسير على خطاه.
ومن هنا اضرب لك مثالا بسيطا حول حشرة تعرفها جيدا ، إنها النملة أو أي حشرة أخرى أو حيوان آخر...قم بهذه التجربة وراقب نملة ما وهي في طريقها إلى العمل، وحاول أن تضع أصبعك أو أي شيء آخر في طريقها ولاحظ المعجزة ، فانك ستجدها تغير اتجاهها في كل مرة تحاول أن تعرقل طريقها وتصدها عن الطريق الصواب ، وهي تحاول بإلحاح بل بعزيمة شديدة أن تعبر طريقها وتبحث عن امثل طريق وأسلمه حتى ولو ظللت تحاول وتحاول آلاف المرات، فانك ستمل ولكنها لن تمل بل ستدفعك لتتخلى عن محاولاتك الفاشلة أنت أيها الإنسان العاقل، فجرب هذا وستبهر بإصرار ومرونة النملة الضعيفة والصغيرة التي لا عقل لها ولا تخطيط وستقول حتما سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده. وكأني بهذه النملة القوية أمامك في تلك اللحظات تقول لك:
كن مثلي يا أيها المخلوق الذي تحسب نفسك وتدعي القوة، في حين أنني غلبتك بإصراري ومرونتي وتسببت لك في الملل فخسرت وقلت لي استسلم أمامك أيتها النملة العزيزة القوية(فعليك أن تحييني تحيات حارة).
نعم عزيزي القارئ هذه هي المرونة بالفعل ، فلنعتبر من النملة.
فالمرونة هي القدرة على التعامل مع المفاجآت. والصعوبات التي تعترض طريقنا نحو النجاح.
هي القدرة على إيجاد سبل جديدة وسريعة وسليمة لبلوغ المراد ،
فهي إذن التدبير السليم للمشاكل التي تعترضنا  وحسن التعامل معها ، 
وهي القدرة على تحويل السلبيات إلى ايجابيات .
فهي القدرة على امتصاص الغضب عندما نتلقى  أبشع الرسائل السلبية الجارحة، ونقول : ' سترى بعد حين أي نجاح سأحققه بفضل الله تعالى'.  
دعني الآن ارصد لك أخي ، أختي مثالا مغايرا لتتأكد مدى تأثير المرونة وأهميتها في حياتنا ، كانت هناك ذبابة تحاول الخروج من نافذة مغلقة وظلت المسكينة تدور وتحوم يمنة ويسرة ، ومن أعلى إلى أسفل وتصدم نفسها بالزجاج مرات عديدة إلى أن نفذت طاقتها وماتت ، وكان بالقرب منها باب مفتوح ، ولكنها لم تحاول أن تبحث عن طريقة أخرى للخروج غير النافذة وأصرت على محاولات عديدة بنفس الطريقة إلى أن ماتت فكانت هذه المحاولات هي سبب فقدانها لحياتها ، لكن كان بمقدورها أن تخرج من هذا المأزق لو أنها فقط حاولت أن تجد طريق أخرى.
     تصور معي لو أن هذه الذبابة كانت تشبه النملة في مرونتها طبعا لتحمي حياتها ، لكن لم تكن لها مرونة كافية لتخليص نفسها وتحمي حياتها.
    نحن عزيزي القارئ، كذلك تماما إذا كررنا نفس المحاولات ، إذا واجهتنا صعوبات ومآزق ، والتي لا تؤدي إلى النجاح فإننا سنخسر طاقاتنا حتما ونستسلم إلى الألم مثل الذبابة تماما.
   فتعال معي عزيزي القارئ، نكن كالحرباء(لحظة ! فكر جيدا لا تحكم على فكرة الحرباء سلبيا حتى تقرا توضيحي لك في هذا المثال)، أنا متأكد من انك فكرت جيدا وكنت منطقيا مع هذا المثال، نعم يجب أن نكون كالحرباء وخاصة عندما تعترضنا تحديات في هذه الدنيا ،  لا ادعوك لتكون منافقا  ترتدي آلاف الأقنعة لتظلم وتكذب لتحقيق مصالحك الخاصة  حاش لله ، ولكن اطلب منك أن تتلون بألوان الخير ، بألوان زاهية زكية عطرة لهدف حماية نفسك والأقربين إليك والآخرين، من غدر الذئاب ونقد الآثمين ولسعات الحاسدين .
       بالتأكيد عزيزي القارئ ، الحرباء مخلوق عجيب فكلما مرت بأرض اتخذت لونها وكلما مرت بحقل تزخرفت بزخارفه، حتى لا تكون فريسة سهلة للأعداء وفي نفس الوقت حتى تستطيع أن تصطاد فريستها بكل سهولة وتعيش بأمان، فكن مثلها تماما حاول أن تنظر لخطابات الآخرين بايجابية وحاول أن تتكيف مع الواقع الجديد حتى تستطيع التأثير فيه وهزم الصعوبات التي قد تعترضك في هذا الواقع الأليم لتحمي نفسك وتكون أنت الصياد للايجابية وليس فريسة للنقد الآثم، وفريستك هاته هي حلمك هي هدفك، هي رؤيتك المستقبلية التي آمنت بالله في تحققها بالتأكيد، وشغلت كيانك وعقلك وعواطفك  من اجلها لأنها في رضا القوي العزيز.
فكن مرنا مرونة الحرباء في ألوانها الزاهية الطيبة تستطيع أن تتأقلم مع أي لون كان حتى ولو كان شوكا ذا ألوان قبيحة فان هذه الألوان تستطيع ببراعتها أن تحولها إلى ألوان طيبة وعصائر حلوة تخدمها وتنقذها من الموت وتوفر لها الحياة.
أقول لك هذا ، أخي ،أختي، تلميذي تلميذتي : لأنه إذا حزنت وغضبت لمشكلة ستواجهك أو واجهتك أو لصعوبة أو عائق وقف في طريقك ، فانك أنت الخاسر الأكبر والأول، لأنك بغضبك هذا وعصبيتك على أمور يمكن أن تكون تافهة جدا، ستفقد كل طاقاتك وستبددها وبالطبع كلما فقدنا طاقاتنا (بأنواعها) بنسبة اكبر كلما كان الوصول للهدف أصعب ، لكن الحياة أحلى وأجمل واكبر من أن نضيعها في سبيل أمور تافهة ربما سنبكي يوما ما وبالتأكيد سنبكي على سذاجتنا وحزننا على تلك التوافه ونقول: آه، كم كنت ساذجا عندما أعطيت لتلك المشكلة اكبر مما تستحق.
  فقط يجب أن تعلم أخي القارئ ، بان أي مشكلة واجهتك أو صعوبة أو أي تحدي فهو عطية ومنحة من عند الرحمان ليحاول إنقاذك من مشكلة اكبر واكبر ، فإذا وقعت في مشكلة أو صعوبة فتعامل معها على أنها عدو عالم لأنها حتما ستشكل لك دافعا قويا نحو تغيير حياتك وإيجاد طريق وخطة أكثر فعالية من الأولى وأسرع لبلوغ هدفك المنشود ، قلت لك : ' كعدو عالم' لان العدو العالم خير من الصديق الجاهل ، كن على يقين تام بان كل نقد آثم من الأعداء أو أي شخص قريب إليك ، ستكتشف فيما بعد بأنه نعمة وبان ذاك الشخص قد قدم لك أفضل خدمة ستعيش بها وبسببها في سعادة ونجاح طوال حياتك وتقول لذاك الشخص إن لم يكن قد توفاه الله: جزآك الله ألف خير على المعروف الذي قدمته لي ، على تلك الكلمة الجارحة التي قدمتها لي يوم كنت ضعيفا في نظرك، والله لقد أيقظتني من سبات عميق وكانت كلماتك سببا في تحريك طاقاتي واكتشاف مهاراتي وقدراتي وصعودي سلم النجاح، لا بأس شكرا لك وتفضل فهذه هديتك والله تستحقها وتعانقه ويصبح كأخ لك ، " وإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ".
   وأخيرا عزيزي  القارئ أنت بين خياران :
الخيار الأول: أن تستسلم للعوائق والمشاكل والصعوبات والمفاجآت التي تعترضك في طريق نجاحك وعندها ستجد نفسك فريسة سهلة للفشل والمآسي، وستنزل سلم النجاح بكل سهولة بذل صعوده وستستمر في ظلمتك.
الخيار الثاني: أن تتعامل بحكمة وهدوء تام وبطمأنينة وبتوكل على الله جل في علاه، مع كل هذه التحديات (المنح حقيقة) وتكون لك مرونة كافية كالنملة تماما تستطيع أن تجد في كل مشكلة طريقا جديدا وتتلون بألوان الخير كلها ، وترى المر حلوا والقبيح جميلا لأنك بالفعل جميل وحلو في طباعك وأخلاقك ولان فطرتك كلها خير وبركة ، وتستطيع أن تحول السلبي إلى الايجابي والسم إلى دواء شافي والعدو إلى صديق وأخ حميم ، ومن كل هذا أن تصنع من الليمون  عصيرا وشرابا حلوا ، ومن الشر خيرا ومن الخبث طيبا ومن الألم راحة ومن العسر يسرا ومن الضد ضده يخدم نجاحك وتميزك لأنك حتما ستخدم بهذا النجاح شريحة كبرى من المجتمع وهي في انتظارك، بدءا بأسرتك واهلك وانتهاء بكل الناس ولم لا؟ لأنك طيب بطبعك .
اضــحك قـليلا
مرة أراد احد الأطفال أن يخبئ تفاحته عند احد يثق به ولا يأكلها له: ففكر مليا ومليا فلم يجد أفضل من جده ! أتدرون لماذا ؟: لان جده بدون أسنان (بدون أدوات النجارة).
فعش بالله ولله وابتسم للحياة.


فعش بالله ولله وابتسم للحياة.

ليست هناك تعليقات