أخر الموضوعات

السر الثالث عشر:أحسن للناس وابتسم لهم.

السر الثالث عشر:أحسن للناس وابتسم لهم.

أحسن للناس وابتسم لهم.
    يقول عز وجل:
"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند لله أتقاكم".
مما لاشك فيه عزيزي القارئ، أخي ، أختي ، تلامذتي الأعزاء، وأنت توافقني تماما بأن الإنسان طبعه اجتماعي لا يمكنه بل ويصعب عليه جدا العيش لوحده منعزلا عن الأهل والأحبة وعن المجتمع ككل ، وبالتالي مادام طبع الإنسان كذلك فلا يمكنه أن يعيش في وبين أفراد المجتمعات نساء ورجالا دون أن يتواصل معهم أو يربط علاقات ود واحترام وتعاون وتبادل للتجارب  والخبرات، وبذلك فكلنا مضطرون حتما إلى أن نعيش ونتواصل مع الناس أجمعين وحتى نعيش في سلام مع نفوسنا ومع الناس.
     يقول :- جون دون-:
لا يستطيع أي إنسان أن يعيش منعزلا عن العالم، فهو جزء لا يتجزأ منه.
ومن تم فلا بد لنا أن نحسن للآخرين، وقد جعلت هذا الموضوع سر من أسرار النجاح حتى أوضح لك أخي ، أختي بأنه دون إحساننا للآخرين وربط علاقات  طيبة معهم لا يمكن أن ننعم بالراحة والطمأنينة حتى ولو حققنا ابهر النجاحات ، لان النجاح ليس هو ما تحققه لنفسك فحسم ، بل هو بالفعل ما تحققه للآخرين وهنا تحقق بالفعل سعادتك الكبرى ، يقول :- جون ماكسويل- :
إن معظم الناس لا يهتمون بما لديك من معرفة إلى أن يعرفوا قدر ما لديك من اهتمام بهم.
فكلما ازداد اهتمامك بالآخرين وإحسانك بهم ، إلا وزاد تقدريهم لك وزاد نجاحك وبالتالي زادت سعادتك وهو الكنز الذي نبحث عنه جميعا مند خلق ادم عليه السلام إلى آخر بني ادم يعيش على كوكب الأرض.
     إن الإحسان على الناس سبيل رحب من سبل السعادة والاطمئنان ، فإحسانك للآخرين مكسبة وربح لهم ، فانك كلما بذلت جهدا لتكسب الناس وتجلب محبتهم ، دون أن تكون لك مصلحة في ذلك، فستسعد وتطمئن، قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام:
"اجعل لي لسان صدق في الآخرين"
قال المفسرون بمعنى الثناء الحسن الطيب، أن نثني على الناس ونشكرهم، لأنه من شكر الناس شكر الله، فمن أسباب كسب ود الآخرين كذلك الابتسامة، وبسطة الوجه ولين الكلام وحسن الخلق والاهتمام وكذا الهدية ، قال عليه السلام:" تهادوا تحابوا".
 فاهم عامل يجلب أرواح الناس إليك هو الرفق بهم واللين ، ولذلك يقول عليه السلام فيما معناه :" ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه "، ويقول عليه السلام: " من يحرم الرفق يحرم الخير كله".
قال احد الحكماء:' الرفق يخرج الحية من جحرها'.
قال الغربيون:'اجن العسل ولا تكسر الخلية'.
وفي الحديث الصحيح:" المؤمن كالنحلة تأكل طيبا وتضع طيبا ، وإذا وقعت على عود لم تكسره".
فكن عزيزي القارئ، تلامذتي الأحبة ، إخواني أخواتي ، الصغير والكبير، الشاب والشابة :
فكن وكونوا ، في حياة الناس ، كحبة سكر حتى وان اختفت تركت طعما حلوا .
     فأحسن معاملة الناس، تكسب قلوب الناس وتحافظ على راحة النفس.
قال احد الشعراء: 
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم 
                   فلطالما استعبد إنسان إحسان.
   أخي القارئ، أحسن للآخرين واحذر من أن تذوب في شخصية غيرك، كما يقول –صامويل جوستون-:
لن يصبح احد عظيما بتقليد الآخرين.
فالإنسان تمر به ثلاث مراحل : طور التقليد، طور الاختيار وطور الابتكار، فالتقليد هو المحاكاة للآخرين وتقمص شخصياتهم وانتحال صفاتهم والذوبان فيهم ، وسبب هذا التقليد هو الإعجاب والتعلق والميل الشديد ، وهذا التقليد الغالب ليحمل بعضهم على التقليد في الحركات ونبرة الصوت و,,و,,ونحو ذلك وهو نحر ووأد للشخصية وانتحار معنوي للذات ، ويا لمعاناة هؤلاء من أنفسهم وهم يعكسون اتجاههم ويسيرون إلى الخلف ! فالواحد منهم ترك صوته لصوت الآخر وهجر مشيته لمشية فلان، ليت هذا التقليد كان للصفات الممدوحة التي تثري العمر وتضفي عليه هالة من السمو والرفعة ، كالحلم ، الكرم والعلم...لكنك تفاجأ بأن هؤلاء يقلدون في مخارج الحروف وطريقة الكلام وإشارة اليد ... !(من كتاب لا تحزن).
يقول ابراهيم الفقي :
يجب أن تكون علاقتك بالآخر صفقة رابحة.
لأنك إن قلدت احدهم فأنت على علاقة به ولو بطريقة غير مباشرة لكن هذه العلاقة صفقة خاسرة ـ تخسر فيها شخصيتك وقوتك وطاقاتك الكامنة التي لا حدود لها .
     ولهذا أريد التأكيد عليك بما سبق : بأنك أنت خلق آخر ، شيء آخر لا احد يشبهك ولا تشبه أحدا ، أنت طاقة جديدة ، إبداع جديد أبدعك الله عز وجل وأوجدك في هذا الكون العجيب انك نهجك أنت من خلال شخصيتك ، صفاتك وقدراتك ، فانه منذ أن خلق الله  ادم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لم يتفق اثنان في الصورة والصفات ، يقول عز من قائل:" واختلاف ألسنتكم وألوانكم "، فلماذا نحن نريد أن نذوب في صفات الآخرين ومواهبهم وقدراتهم وننسى القدرات الدفينة في بواطننا وجوهرنا وهي لا حدود لها ، يلزمنا فقط إيقاظها وتطويرها؟ !.
    فجمال صوتك هو أن يكون متفردا ، ولباسك هو أن يكون أنيقا لا بتقليد ذاك أو تلك، وان حسن إلقائك وتواصلك أن يكون متميزا يقول جل من قائل:" ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود"(كتاب لا تحزن).
فكن أنت ولا تكن هو.
فكن نجاحك ولا تكن نجاحه.
كن هدفك ولا تكن هدفه .
كن طاقتك ولا تكن طاقته.
كن تواصلك ولا تكن تواصله.
كن صفاتك المحمودة ولا تكن صفاته الذميمة.
فكن مشيتك ولا تكن مشيته، وتسريحة شعرك ولاتكن تسريحة شعره.
يقول احد العلماء:
أنت في الخليقة شيء آخر لا يشبهك احد ولا تشبه أحدا، لأن -الخالق جل في علاه- مايز بين المخلوقين.
قال تعالى:" إن سعيكم لشتى".
    وكتب – انجيلو باتري -: ثلاثة عشر كتابا وآلاف المقالات حول موضوع ' تدريس الطفل' وهو يقول:
ليس من احد تعيس كالذي يصبو إلى أن يكون غير نفسه وغير جسده وتفكيره.
    قـــــال تـــعالى:
"أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ".
فلكل صفات ومواهب وقدرات لا حدود لها في ذاته، فلا يذب احد في شخصية احد، فانك خلقت بمواهب محددة لتؤدي عملا محددا ، وكما قالوا: اعرف نفسك ، واعرف ماذا تقدم.
    فكن على أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام ، وعامل الناس بمعاملة الرسول الكريم، ولا تكن أحدا بعده عليه السلام ، واصنع نجاحك بالله وبنفسك ومن نفسك وذاتك ولأجل الآخرين وسعادتهم، تذق وتنعم بحلاوة التميز وتسعد بطعم الإحسان للإنسان.
ابتسم للحياة
التقى يوما حمار بجمل فقال الحمار : أريد أن اختبر قوتك، أنا متأكد بأنك لن تغلبني، فانا الأقوى ، فأجابه الجمل : لا باس، ماذا سنفعل؟ فقال له الحمار: كل منا يضرب الآخر 20 ضربة، وسأبدأ أنا، فقال له الجمل : بكل سرور: اضرب: فضرب الحمار ضرباته حتى تعب، وحان دور الجمل،فضرب الضربة الأولى فقط ، فنطق الحمار قائلا : عشريـيين.
عش بالله ولله وابتسم للحياة.

ليست هناك تعليقات