السر التاسع: درجة درجة لبلوغ المرتجى.
السر التاسع: درجة درجة لبلوغ المرتجى.
تــدرج فــي تحقيق أهـدافك= سنة التدرج.
دعني بادئا ببدء عزيزي القارئ، أخاطبك وأخاطب نفسي بصراحة وبواقعية ، لماذا بواقعية؟ ! لأنه يجب أن نكون واقعيين مع دواتنا وسنة حياتنا: أو يمكن أن تحصد الزرع قبل أن ينضج ويصبح قابلا للحصاد؟ وهل ترضى أن تأكل اللحم قبل أن تطبخه؟ وهل ترضى أن تأكل الطحين قبل أن يصبح خبزا طريا شهيا؟ بالطبع فكل إجاباتك ستكون ب'لا'، لأنك تنظر إلى الأمور بواقعية ومنطق.
سؤال آخر: هل جئت إلى هذه الحياة دكتورا، أستاذا أو مهندسا، طبيبا ، متزوجا ، ذو بنية قوية ، وهل ولدت ذو شعر طويل ، ذو أسنان، أم انك جئت إلى هذه الدنيا بخبرات لا متناهية؟ وهل ولدت وأنت تدرس بالجامعة أو الثانوية ؟ وهل ولدت وعمرك عشرين سنة ...؟هل ولدت شابا ، راشدا ،شيخا كبيرا؟ بالتأكيد ستجيب ب' لا ' كما سبق، لأنك تعرف وأنت على يقين بما تقوله بأنك وصلت إلى ما وصلت بشكل متدرج ، مرحلة وراء أخرى ، وليس دفعة واحدة، لأنه لا يمكنا أن نصعد برجا من السقف، بل يجب أن نصعده درجة وراء درجة ، وعندها ستبلغ سطح البرج بألف سلام.
نعم أخي القارئ فهذه سنة الله في أرضه وبين مخلوقاته ، إنها " سنة التدرج":
•التدرج في النمو: فأنت ولدت رضيعا ثم أصبحت طفلا، غلاما فشابا فرجلا وفي النهاية شيخ عجوز ينادي عليه الرفيق الأعلى.
•التدرج في التعلم:فقد ولدت صفحة بيضاء لا تدري شيئا، ثم بدأت تكتب في هذه الصفحة: المعرفة، السلوكيات، القيم والمبادئ...من لدن والديك وأساتذتك تتعلم الكلمات والأشياء ومعانيها ودلالاتها، فدرست في التعليم الأولي ثم الابتدائي فالإعدادي والثانوي فحصلت على البكالوريا ثم دخلت إلى الجامعة أو كلية من الكليات، فتخرجت ، وها أنت الآن ما شاء الله قد حققت حلمك وأصبحت طبيبا ، مهندسا أستاذا ممرضا، معلما تعلم الناس الخير...
لقد وصلت عزيزي القارئ إلى ما وصلت إليه وأنت على قناعة تامة وإيمان عميق بمبدأ التدرج في تحقيق الأهداف وبلوغ المرام التي يرضاها الله تعالى وتنفع البشرية.
فإذا اردت الفرج فاسلك الدرج لا تتعجل الامور ، فانه لكل اجل كتاب ولكل امر اجل ووقت حدده رب العزة ، وهنا حضرتني حكمة تقول:
هل تعتقد انه من المعقول أن تقنع نفسك بان تحصل على منصب مهندس مثلا دون أن تمر بمراحل التعليم الأساسية ؟، أو توهم نفسك بان تدرس في الباكالوريا دون أن تمر من التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي ! انه لجنون حقا وضرب من الخيال أن نفكر هكذا وبسذاجة : هل سبق لك أن شاهدت منزلا أو عمارة تبنى من السقف أولا ، انه لمن المستحيل فعل ذلك ، فلا بد أخي القارئ أولا من وضع أساس لهذا المنزل ودعائم من اللبنات حتى يتمكن البناءون من إتمام البناء على خير ، بحيث يجب أن يكون هذا الأساس متينا كما يجب احترام الوقت الكافي لإتمام البناء حتى يكون البناء في النهاية ذو جودة عالية.
الحياة هكذا بأسرها، قياس واخذ للعبرة والدروس والحكم ، فلا يمكنك أن تبلغ النجاح في لمح البصر ا وأن تأكل الفاكهة قبل أن تنضج ، لا بد من التدرج حتى نبني هذا النجاح بناء متينا لا يسقط أبدا .
فهات يدك معي عزيزي القارئ لنصعد جميعا لا أريدك أن تبقى حبيس الدرج الأول، أعلم بأنك قد بدأت تصعد السلم لكن استمر...
تذكر دائما عزيزي القارئ أن:
'لكل شيء بداية ونهاية ومراحل وخطوات تربط بين الأولى والثانية '.
' أن ما نحصل عليه بسهولة غالبا ما يذهب بسهولة'.
'أن الذي حرق مراحل النجاح يصل إلى القمة وقد ترك خلفه أعز ما يملك'.
' أن الذي يصعد مسٍِرعا جدا غالبا ما يتوقف قلبه عن الخفقان'.
'أن الذي ينجح في وقت وجيز غالبا ما يعش تعاسة لوقت طويل'.
"أن الله عز وجل خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، وهو القادر عز وجل أن يخلقها في طرفة عين".
'خذ العبر ولا تتجاهل كلمة الخير ولتكن رفيقك نحو النصر'.
إذا تعثرت فلا تقعد بل قم وانطلق من جديد نحو القمة.
فإذا أردت أن تبلغ القمة فلا بد أن
تصعد سلم النجاح وأدراجه، وأنت عالي الهمة.
لنضخك قليلا:
قال المعلم للتلميذ:ما معنى سبيل؟ فأجاب: طريق، قال له المعلم:وما معنى سلسبيل؟ فأجاب التلميذ : طرطريق.
عش بالله ولله وابـــــتسم للــــحياة.
ليست هناك تعليقات